أسباب تساقط الشعر المبكر عند الرجال - العوامل والحلول
يُعد تساقط الشعر المبكر عند الرجال مشكلة شائعة قد تؤثر على الثقة بالنفس وجودة الحياة اليومية. في هذا المقال على موقعنا البعيادي للشعر، سنتعرف على الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى تساقط الشعر في مرحلة مبكرة، مع تقديم الحلول المتاحة للعلاج والوقاية. تساقط الشعر قد يكون نتيجة لعدة عوامل تشمل الوراثة، الهرمونات، التغذية، والتوتر النفسي، وسنتناول هذه العوامل بالتفصيل.
![]() |
أسباب تساقط الشعر المبكر عند الرجال |
1. الوراثة (الصلع الوراثي)
يُعتبر الصلع الوراثي أو الصلع الأندروجيني أكثر الأسباب شيوعًا لتساقط الشعر المبكر عند الرجال. يعود ذلك إلى تأثير الجينات على الجسم، حيث يرتبط هذا النوع من الصلع بتأثيرات هرمونات الأندروجين، مثل الديهدروتستوستيرون (DHT)، الذي يساهم في تقليص حجم بصيلات الشعر مع مرور الوقت. نتيجة لذلك، يصبح الشعر أرق وأكثر هشاشة، مما يؤدي إلى فقدان الشعر بشكل تدريجي، بدءًا من مقدمة الرأس أو قمة الرأس.
العلاج
في بعض الحالات، يمكن استخدام العلاجات التي تهدف إلى تقليل تأثير الديهدروتستوستيرون (DHT)، وهو الهرمون المسؤول عن تقليص بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى تقصفه وتساقطه. من أبرز هذه العلاجات:
يُنصح دائمًا باستشارة طبيب متخصص في أمراض الشعر أو طبيب جلدية عند مواجهة مشكلة تساقط الشعر، حيث يمكن للطبيب تشخيص السبب الدقيق بناءً على الفحوصات الطبية والتاريخ الصحي للشخص. اختيار العلاج المناسب يعتمد على عدة عوامل مثل نوع التساقط، الحالة الصحية العامة، والعوامل الوراثية، لذا فإن التشخيص السليم هو الخطوة الأولى نحو العلاج الفعّال. الاهتمام بالحصول على استشارة طبية مبكرة يمكن أن يساعد في الوقاية من تفاقم المشكلة ويضمن اختيار الحل الأمثل.
2. الاضطرابات الهرمونية
الهرمونات تلعب دورًا كبيرًا في صحة الشعر، وأي اضطراب هرموني قد يؤدي إلى تساقطه المبكر. من أشهر الاضطرابات الهرمونية التي تؤثر على الرجال هي انخفاض مستوى التستوستيرون، والذي يحدث مع تقدم العمر. يُعرف هذا التغير بـ اندروباوز، الذي يؤدي إلى قلة إنتاج التستوستيرون، مما يزيد من احتمالية تساقط الشعر. كما أن استخدام المنشطات الأنابولية أيضًا قد يساهم في زيادة هذا النوع من التساقط.
العلاج
3. التوتر النفسي والإجهاد
التوتر النفسي هو أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى تساقط الشعر المفاجئ. عندما يعاني الشخص من حالة الإجهاد المستمر أو التوتر النفسي، يدخل الشعر في مرحلة التساقط المبكر والمعروفة باسم التهيج التساقطي (Telogen Effluvium)، حيث يتساقط الشعر بشكل أكبر من المعتاد نتيجة التوتر والضغط النفسي.
العلاج
يمكن السيطرة على التوتر النفسي من خلال تقنيات الاسترخاء التي تساهم في تقليل مستويات هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، والذي يُعتبر أحد الأسباب الرئيسية لتساقط الشعر. التوتر المستمر قد يؤدي إلى دخول الشعر في مرحلة التساقط المبكر، مما يسبب التهيج التساقطي (Telogen Effluvium). لذلك، من الضروري أن يتعلم الشخص كيفية إدارة التوتر النفسي بطرق فعالة للحد من تأثيره على صحة الشعر. هناك العديد من التقنيات التي يمكن أن تساعد في هذا الصدد:
1. التأمل: يُعد التأمل وسيلة فعّالة للحد من التوتر النفسي. من خلال تخصيص وقت يومي للتأمل، يمكن تقليل مستويات التوتر بشكل كبير وتحسين التوازن العقلي والنفسي. التأمل يساعد في تهدئة العقل، مما يساهم في تقليل تأثير التوتر على الجسم بشكل عام وعلى صحة الشعر بشكل خاص. يمكن ممارسة التأمل في بيئة هادئة وتركز على التنفس العميق وإزالة الأفكار السلبية التي قد تؤدي إلى زيادة التوتر.
2. ممارسة الرياضة: التمارين الرياضية تعد من الطرق المثلى للتعامل مع التوتر النفسي. عند ممارسة التمارين، يفرز الجسم الإندورفينات، وهي هرمونات طبيعية تُحسن المزاج وتخفف من مشاعر القلق والتوتر. الرياضة تساعد على تحسين الدورة الدموية وزيادة تدفق الدم إلى فروة الرأس، مما يعزز نمو الشعر ويحسن صحته. يمكن ممارسة تمارين الجري، السباحة، المشي، أو حتى تمارين القوة مثل رفع الأثقال لتحفيز الجسم على الاسترخاء.
3. تقنيات التنفس العميق: تعتبر تقنيات التنفس العميق من الطرق الفعّالة لتقليل مستويات التوتر. من خلال التنفس ببطء وبشكل عميق، يُمكن تحفيز الجسم على الاسترخاء وخفض معدلات الكورتيزول في الدم. يمكن ممارسة تقنيات التنفس مثل تنفس البطن أو التنفس المتناوب لتحسين الاستجابة البدنية والعقلية للتوتر.
4. التدليك والعلاج بالروائح: يمكن أن يساعد التدليك والعلاج بالروائح (مثل استخدام الزيوت العطرية) في تخفيف التوتر. زيوت مثل اللافندر والبابونج تُعتبر مفيدة في الاسترخاء وتقليل مستويات التوتر. يمكن تدليك فروة الرأس باستخدام زيوت طبيعية لتحفيز دورة الدم في فروة الرأس، مما يساهم في تقوية الشعر.
نصيحة: إذا كان التوتر النفسي يساهم في تساقط الشعر، من المهم تبني أسلوب حياة يشمل تقنيات الاسترخاء وإدارة التوتر بشكل يومي. إدارة التوتر بشكل جيد يمكن أن يحسن صحة الشعر بشكل كبير، بالإضافة إلى تعزيز الصحة العامة.
4. نقص التغذية
تعتبر التغذية السليمة عاملًا مهمًا في الحفاظ على صحة الشعر. نقص بعض الفيتامينات والمعادن مثل الحديد، الزنك، و فيتامين د يمكن أن يؤدي إلى تساقط الشعر المبكر. على وجه الخصوص، نقص البروتين في النظام الغذائي يمكن أن يضعف بصيلات الشعر ويؤدي إلى تساقط الشعر المفرط.
العلاج
5. الأمراض المناعية
تعتبر الأمراض المناعية مثل الثعلبة من العوامل التي تسبب تساقط الشعر في شكل بقع غير منتظمة. في هذه الحالة، يهاجم الجهاز المناعي بصيلات الشعر ويؤدي إلى تساقط الشعر في مناطق معينة من الرأس.
العلاج
تُعَدُّ الثعلبة اضطرابًا مناعيًّا ذاتيًا يهاجم فيه الجهاز المناعي بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى تساقطه في مناطق متفرقة، وغالبًا ما يُعرَف هذا النمط باسم "الثعلبة البقعية". يُعتبر استخدام الكورتيكوستيرويدات واحدًا من أهم أساليب العلاج، إذ يستخدم الطبيب هذه المركبات لتقليل الالتهاب ونشاط الخلايا المناعية المهاجمة لبصيلات الشعر. قد يُستَخدم الدواء موضعيًّا (ككريمات أو مراهم) أو يُحقَن مباشرة في المناطق المتأثرة، وذلك لتوجيه الفعالية إلى موضع المشكلة وتقليل الآثار الجانبية المحتملة عند الاستخدام الجهازي.
إضافة إلى الكورتيكوستيرويدات، يُمكن الاستفادة من علاجات أخرى تهدف إلى تعديل الاستجابة المناعية وتحفيز إعادة نمو الشعر. من بين هذه الطرق استخدام العلاج الموضعي المناعي (Topical immunotherapy) مثل المواد التحفيزية التي تُحدث رد فعل تحسسي خفيف يُشغل الجهاز المناعي بعيدًا عن بصيلات الشعر، كما يُستعان أحيانًا بمستحلبات نمو الشعر مثل المينوكسيديل، الذي يساعد على تحسين تدفق الدم إلى فروة الرأس وتنشيط بصيلات الشعر. وفي حالات الثعلبة الموسعة أو المقاومة، قد يُنظر إلى العلاجات الجهازية أو استخدام أدوية مناعية أخرى مثل مثبطات جان، ولكن يُقرّر اختيار العلاج بناءً على شدة الحالة وعوامل عدة تخص المريض.
علاوة على ذلك، يُعتبر اتباع نهج شامل مهمًا لتحسين النتائج؛ إذ يجب أن يُصاحب العلاج الطبي استراتيجيات للحد من العوامل المُحفِّزة مثل التوتر والضغوط النفسية، مع اتباع نظام غذائي متوازن والعناية الجيدة بفروة الرأس. كما يُنصَح دائمًا بمراجعة أخصائي الأمراض الجلدية لتقييم الحالة وتحديد العلاج الأمثل بما يتناسب مع خصوصية الحالة واستجابتها المحتملة، حيث إن استعادة الشعر قد تتطلب وقتًا وقد تحدث نكسات أو تكرار للحالة في بعض الأحيان.
6. مشاكل الغدة الدرقية
تلعب الغدة الدرقية دورًا حيويًا في تنظيم العديد من الوظائف في الجسم، بما في ذلك نمو الشعر. تُعد القصور الدرقي (Hypothyroidism) و فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism) من الأسباب التي تؤدي إلى تساقط الشعر. قد يُلاحظ الشخص تساقط الشعر أو تقصفه عندما يكون هناك خلل في مستوى الهرمونات الدرقية.
العلاج
في حالات قصور الغدة الدرقية، يمثّل دواء "ليفوثيروكسين" الخيار الأساسي لتعويض النقص في الهرمونات، حيث يعمل على تصحيح التوازن الهرموني وتحفيز دورة نمو الشعر من خلال تحسين تدفق الدم وتغذية البصيلات. أما في حالات فرط نشاط الغدة الدرقية، فيمكن استخدام أدوية مثبطة لإفراز الهرمونات أو التدخلات العلاجية الأخرى التي تساعد على تقليل إنتاج الهرمونات، مما يساهم أيضًا في تخفيف تأثيرها السلبي على صحة الشعر.
علاوة على ما سبق، يُنصح بمراقبة مستوى الهرمونات بانتظام وإجراء تعديلات على جرعات العلاج وفقًا للاستجابة الفردية للمريض، إذ إن استعادة نمو الشعر الطبيعي قد تستغرق عدة أشهر. كما يُفضّل تبني نظام غذائي متوازن والحفاظ على أسلوب حياة صحي يدعم صحة الجسم بشكل عام، وهو ما يكون له تأثير إيجابي على بصيلات الشعر. في النهاية، يجب أن يتم العلاج تحت إشراف متخصص في الغدد الصماء لضمان الحصول على النتائج المرجوة وتحقيق استقرار الحالة الهرمونية.
يمكن أيضًا النظر في العلاجات المساندة مثل التقنيات الحديثة (مثل العلاج بالليزر منخفض المستوى أو استخدام البلازما الغنية بالصفائح الدموية) لتحسين نمو الشعر، ويتم تقييم هذه الخيارات وفقًا لحالة كل مريض على حدة.
7. الأدوية والعلاجات الطبية
قد يتسبب تناول بعض الأدوية في تساقط الشعر كأثر جانبي. من بين الأدوية التي تؤثر على الشعر الأدوية المستخدمة لعلاج السرطان مثل العلاج الكيميائي، وبعض الأدوية الخاصة بـ ضغط الدم، و التقليل من مستويات السكر في الدم.
العلاج
في هذه الحالات، يجب استشارة الطبيب لتحديد البدائل الطبية المناسبة التي لا تسبب تساقط الشعر.
8. العوامل البيئية والعناية الشخصية
التعرض للمستويات العالية من التلوث البيئي واستخدام مستحضرات الشعر الكيميائية القاسية مثل الصبغات، البروتينات الكيميائية، أو أدوات التصفيف الساخنة مثل المكواة يمكن أن يؤدي إلى تدهور صحة الشعر وتساقطه.
العلاج
في حالة تساقط الشعر الناتج عن تناول بعض الأدوية والعلاجات الطبية، يُوصى بوضع خطة علاجية شاملة تُراعي الحالة الصحية الأساسية وتقلل من الآثار الجانبية على الشعر، وذلك من خلال:
- التقييم الطبي الدقيق: يُعتبر المتابعة المستمرة مع الطبيب لتقييم مدى تأثير الأدوية (مثل علاجات السرطان، وأدوية ضغط الدم، وأدوية خفض مستويات السكر) على الشعر خطوة أولى حيوية.
- تعديل خطة العلاج: يمكن للطبيب، بعد تقييم الحالة، تعديل الجرعات أو تبديل الدواء ببديلٍ له تأثير جانبي أقل على نمو الشعر دون الإخلال بفعالية السيطرة على المرض الأساسي.
- العلاجات التكاملية: قد يُنصح بتناول مكملات غذائية تحتوي على فيتامينات ومعادن تدعم صحة الشعر، مثل البيوتين وفيتامين د وأحماض أوميغا-3، وذلك لدعم بصيلات الشعر خلال فترة العلاج.
- العناية الشخصية بالشعر: استخدام منتجات عناية طبيعية ولطيفة على فروة الرأس، والحد من التعرض للمواد الكيميائية القاسية، يُمكن أن يساهم في تقليل تساقط الشعر وتحسين صحته.
- المتابعة أمر أساسي: يجب استشارة الطبيب بانتظام لمراقبة استجابة الشعر للعلاج وإجراء التعديلات اللازمة في خطة العلاج حفاظًا على توازن الحالة الصحية والجمالية.
↩️ هذه الإجراءات تُساعد في التخفيف من تساقط الشعر وتحسين جودته أثناء استخدام الأدوية والعلاجات الطبية المقررة.
الوقاية والعلاج لتساقط الشعر المبكر
فيما يلي بعض النصائح الوقائية التي يمكن أن تساعد في تقليل خطر تساقط الشعر المبكر:
✅️تناول غذاء صحي ومتوازن: يُعتبر الغذاء المتوازن حجر الأساس في دعم صحة الشعر؛ حيث إن البروتينات ضرورية لتكوين الكيراتين الذي يشكل جوهر الشعر. يُنصح بتناول مصادر بروتينية متنوعة مثل اللحوم الخالية من الدهون، الأسماك، البقوليات والمكسرات. كما تعمل الفيتامينات (خاصة فيتامينات A، C، وE) على مكافحة الأكسدة وحماية بصيلات الشعر، فيما تُساهم المعادن مثل الزنك والحديد والأحماض الدهنية الأساسية (أوميغا-3) في تعزيز نمو الشعر وتقوية بنيته.
تساقط الشعر المبكر عند الرجال يعد مشكلة شائعة ومزعجة، لكنه ليس حتمياً أو غير قابل للعلاج. من خلال اتباع نظام حياة صحي، وتناول الطعام المتوازن، بالإضافة إلى العلاج الطبي المناسب، يمكن للرجال الحفاظ على صحة شعرهم لفترة أطول. إذا كنت تعاني من تساقط الشعر المبكر، يُنصح بالتوجه إلى الطبيب المختص لتحديد السبب والعلاج الأمثل.